إسرائيل: نزع سلاح حزب الله غير واقعي و"أي احتكاك" يهدد استقرار لبنان
إسرائيل: نزع سلاح حزب الله غير واقعي و"أي احتكاك" يهدد استقرار لبنان
الكوفية متابعات: قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، تمير هايمان، إن الضغط الإسرائيلي على لبنان من خلال شن غارات وسقوط شهداء بشكل يومي رغم اتفاق وقف إطلاق النار منذ سنة تقريبًا، إذا خضعت له الحكومة والجيش يؤدي إلى "التهديد الحقيقي الذي يخيم على وجود لبنان" وهو نشوب حرب أهلية.
وتمارس إسرائيل الضغط على حكومة لبنان كي ينزع الجيش اللبناني سلاح حزب الله بينما يرفض حزب الله بشدة إلقاء سلاحه.
وأشار هايمان في تحليله عبر موقع القناة 12 الإلكتروني اليوم، الإثنين. إلى أن "الصدمة التاريخية التي دمرت لبنان، والمأساة بأن أي احتمال ولو كان ضئيلا للغاية لحرب أهلية، سيؤدي إلى رفض أي عمل، ولذلك نرى تصريحات هامة من جانب الرئيس جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام وصفر عمليات ميدانية" لجمع سلاح حزب الله.
وأضاف هايمان، الذي يرأس حاليا "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، أن "أي احتكاك مع حزب الله يعتبر خطرا إستراتيجيا. وهناك خطة لنزع سلاح حزب الله، لكن الحكومة اللبنانية لم تصادق عليها أبدا. ورغم وجود التصريحات، لكن لا توجد احتكاكات ميدانية حقيقية مع حزب الله".
وأشار إلى أن "فشل حزب الله بالنسبة لإيران هو نقطة البداية فحسب لإعادة بنائه مجددا بشكل أفضل. ولا توجد أي نية للتنازل عن الحزب. وحقيقة أن سورية لم تعد جسرا بريا إلى لبنان، ويوجد فيها نظام معاد بالنسبة لإيران، هو تحد يرون أنه ينبغي التعامل معه، ورغم ذلك أيضا، سورية ليست عقبة لا يمكن تجاوزها".
وتابع هايمان أن "حزب الله هو حركة مقاومة بالأساس. وهدف وجوده هو الكفاح. والاعتقاد أن بإمكان حزب الله أن يكون موجودا بدون سلاح هو تناقض داخلي ومستحيل. لذلك يوجد مجهود إيراني لإعادة بنائه مجددا. والخطوة الأولى التي ينفذونها هي تحويل المال، دفع رواتب ومحاولة ترميم بنية حزب الله الميدانية".
وبحسبه، فإنه بالنسبة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، "بالإمكان تحقيق سلام بين إسرائيل ولبنان. وبالنسبة لترامب اليونيفيل هو تبذير للمال، ولذلك سيتم تفكيك هذه الوحدة الأممية. وستكون الولايات المتحدة ضالعة مباشرة في تفكيك حزب الله، لكن بدون إنزال جنود في الميدان. وبالنسبة لترامب، تصريحات الرئيس اللبناني الإيجابية (حول نزع سلاح حزب الله) كافية من أجل الإعلان عن إنجاز كبير. وهنا يكمن الخطر: أميركا تصرح بدون أفعال، وفي المقابل إيران تفعل بدون تصريحات".
واعتبر هايمان أنه "بالنسبة لإسرائيل، تحققت الهزيمة في لبنان. والوضع الحالي بتحسين الدفاع عن بلدات الشمال، ومن خلال عمليات متواصلة لمنع ترميم حزب الله، كاف في هذه المرحلة. ولا توجد أي رغبة أو إلحاح للتقدم أكثر من ذلك، في المستوى الدبلوماسي. والمشكلة هي أن هذا يتلاءم تماما مع الجدول الزمني الإيراني، فهم أيضا بحاجة إلى الوقت، وعلينا ألا نوهم أنفسنا أنه بواسطة هجمات متقطعة سننجح في منع تزايد قوة جيش إرهابي. لقد خبِرنا أن هذا لا ينجح".
وتابع أنه "بدون عملية (عسكرية) فعلية، سيمر الوقت وتتبدد الكذبة اللبنانية مقابل الواقع. سيعود النظام السابق الذي فيه حزب الله مسلح، لكنه لا يسقط الحكومة اللبنانية، وباقي الطوائف ستعيش بتوازن تسويات من تحت الطاولة، بدون حكومة قادرة على العمل. وهذا ’النظام’ سيعود ليكون الكذبة التي تنظم لبنان، والفرصة التاريخية لتغيير الواقع ستذهب بلا عودة".
واعتبر أن "على إسرائيل عدم التخوف من وضع هدف بعيد المدى لسلام مع لبنان. ورغم أن هذا يبدو ساذجا، لكن يجب وضع رؤية كهذه من أجل بناء إستراتيجية لتحقيقها".
وتابع أن "الأمر الثاني هو أنه يجب استغلال طاقة ترامب والمطالبة بعملية حقيقية. أولا، يجدر إخراج قائد فيلق القدس المحلي، طبطبائي، من لبنان. فهذا الرجل يبني حزب الله. والأمر الثاني، يجب حض الجيش اللبناني على الاحتكاك مع حزب الله. وأخيرا، طالما أن الأمور لا تتغير، يجب مواصلة هجمات الجيش الإسرائيلي، لكن يحظر أن نرى بها حلا".
وادعى هايمان أن "إستراتيجية إسرائيلية طويلة المدى ينبغي أن تكون مختلفة. وهذه الهجمات (الإسرائيلية) هي مجرد وسيلة مؤقتة بغياب تلك السياسة الأميركية – الإسرائيلية طويلة المدى. ويحظر علينا أن نوهم أنفسنا بالاعتقاد أن هذا سيمنع ترميم قوة حزب الله. ويجب الافتراض أن أمورا كثير تحدث بدون علمنا، وبدون قدرة على الإنفاذ من جانبنا. ومن شأن دمج رؤية سياسية تكمل العمليات العسكرية الجيدة للجيش الإسرائيلي، بالتعاون مع الولايات المتحدة، أن يؤدي إلى واقع أمني مستقر لفترة طويلة".