انتشار الأمراض بين الأطفال يفاقم أزمة القطاع الصحي في غزة
نشر بتاريخ: 2025/12/15 (آخر تحديث: 2025/12/15 الساعة: 15:15)

غزة – حذّر المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، خليل الدقران، من أن المنظومة الصحية في القطاع تواجه ضغطًا غير مسبوق منذ إعلان وقف إطلاق النار، نتيجة التوافد الكبير للمرضى، ولا سيما الأطفال، في ظل أوضاع إنسانية وصحية بالغة التعقيد.

وأوضح الدقران أن الأمراض المعدية، خصوصًا تلك التي تصيب الجهازين التنفسي والهضمي، تشهد انتشارًا واسعًا بين الأطفال، مشيرًا إلى أن أعداد المراجعين للمستشفيات تفوق القدرة الاستيعابية بأربعة أضعاف عدد الأسرة المتاحة.

وأضاف أن هذا الضغط المتزايد يتزامن مع ظروف مناخية قاسية متوقعة خلال فصل الشتاء، تشمل انخفاض درجات الحرارة، وهطول الأمطار، ورياحًا باردة، ما يزيد من تفاقم الأوضاع الصحية، خاصة بين الفئات الأكثر ضعفًا.

وحذّر الدقران من أن حياة المواطنين باتت مهددة بشكل مباشر في حال استمرار الأوضاع الراهنة، لافتًا إلى التدهور الحاد في البنية التحتية السكنية جراء الدمار الواسع الذي خلّفه الاحتلال، حيث يضطر السكان للعيش في مناطق مكتظة لا تتجاوز 40% من مساحة القطاع، وفي مبانٍ متهالكة وغير صالحة للسكن، فيما انهارت بعض المنازل على ساكنيها.

ووصف الدقران الواقع الصحي بأنه امتداد لحرب جديدة من نوع آخر، بعد حربي الإبادة والتجويع، قائلًا: “رغم توقف حرب الإبادة، يواصل الاحتلال ما يمكن وصفه بحرب التجويع والقتل الممنهج”.

وأشار إلى النقص الحاد في وحدات الدم، في ظل تداعيات المجاعة التي ضربت السكان خلال عام 2025، ما يفاقم من خطورة الحالات الطبية الحرجة.

وحذّر من أن استمرار هذا الواقع دون تدخل عاجل ينذر بكارثة صحية وإنسانية كبرى، داعيًا المنظمات الدولية والوسطاء إلى التحرك الفوري لإدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، ودعم المنظومة الصحية لإنقاذ حياة المرضى، خاصة الأطفال وكبار السن.

وأكد أن العام الجاري يُعد من أصعب الأعوام على قطاع غزة من حيث حجم الضغوط الصحية، مشددًا على أن الوضع الصحي بات هشًا للغاية، ويتطلب تدخلًا عاجلًا للحيلولة دون وقوع مزيد من الوفيات في صفوف المدنيين.

وأشار الدقران إلى أن استمرار تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية يعود إلى مماطلة الاحتلال في تنفيذ البروتوكول الإنساني المنصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الأمر الذي يفاقم معاناة السكان ويعمّق الأزمة الإنسانية في القطاع.