هناك توجه أمريكي-إسرائيلي لحسم الملفات في المنطقة، فلا توسيع "تطبيع" للاتفاقيات الإبراهيمية بدون ذلك:
أولاً: لبنان، يجب أن يكون جزءاً من قاطرة التطبيع، وهذا غير ممكن بوجود حزب الله قوي، لذلك يجب توجيه ضربات تشمل الدولة اللبنانية لفرض واقع داخلي لصالح الذهاب للتطبيع. صحيح أن إسرائيل غير معنية بحرب طويلة مع الحزب، وغير معنية بسقوط الصواريخ مجدداً على الداخل الإسرائيلي، بل يريد نتنياهو استثمار ما تم تحقيقه على الصعيد الداخلي انتخابياً، لكن الموقف الأمريكي والعربي الرجعي هو الحاسم. وعليه، التصعيد قادم عبر غارات جوية عنيفة جداً وتدميرية تشمل اغتيالات للقيادات السياسية، وهذا ما قد يحصل على المدى المنظور. يريدون توجيه ضربة صاعقة تُعيد إلى الأذهان قصة البيجر واللاسلكي، عبر مفهوم الاغتيالات الكبيرة.
ثانياً: تأتي سوريا بعد لبنان، حيث سيذهب نظام الأمر الواقع فوراً لتلبية المتطلبات الإسرائيلية بما في ذلك ممر إنساني لجبل الدروز.
ثالثاً: ملف غزة سيُحسم بقرار من مجلس الأمن، ومشروع القرار قدمته الولايات المتحدة، وهو مشروع يُنهي المقاومة بقرار دولي. حيثياته ستؤدي لتصفية كلية للقضية الفلسطينية، وقصة الأعذار أمام التطبيع، وبالأخص السعودي، ستنتهي، لأن قرار مجلس الأمن عبارة عن خطة سياسية سيحاول البعض العربي القول بأن تطبيقها سيؤدي إلى قيام دولة فلسطينية، في حين أن ذلك واقعياً لن يتم، وستصبح غزة تحت الوصاية الأمريكية، والضفة متروكة لإسرائيل لتفعل فيها ما تشاء.
رابعاً: ملف إيران واليمن سيتم التعامل معهما لاحقاً عبر الضغط والحصار والقوة العسكرية، ولكن بعد التطبيع الموسع وقيام الحلف الإسرائيلي-العربي.
لم أتطرق هنا للسؤال المهم: هل سينجحون في ذلك؟
وبشكل مختصر أيضاً أستطيع القول:
فلسطينياً: مرتبط بموقف السلطة والقيادة الرسمية للمنظمة، إذا لم تتحرك وتطلب رسمياً من الصين وروسيا رفض مشروع القرار الأمريكي، ويبدو أنهم ذاهبون جنباً إلى جنب مع العرب في الموافقة على تصفية ذاتهم قبل القضية الفلسطينية مقابل وعود لن تتحقق.
لبنانياً: تعتمد على قدرة حزب الله على جعل المعركة مستمرة واستنزافية ورفض الذهاب لوقف إطلاق النار كما السابق، أي التعامل مع المعركة وكأنها معركة كربلائية، معركة وجودية بمعنى الكلمة.
اليمن وإيران: عدم ترك حزب الله لوحده والتدخل منذ البداية في اليمن، ولاحقاً تدخل إيران لدعم المكون الشيعي المهدد بالتدمير والتهجير.
العراق: دفع فصائله للدخول منذ البداية، لأن المعركة يجب أن تصل لمفهوم "الكربلائية".
أقصد أن الإقليم ككل يجب أن يشتعل إذا ما أرادوا إفشال المخطط الأمريكي-الإسرائيلي-العربي الرجعي.