محللون إسرائيليون: ترامب يرسم لنتنياهو حدودا كي لا يتجاوزها
نشر بتاريخ: 2025/10/26 (آخر تحديث: 2025/10/26 الساعة: 21:24)

أشار محللون إسرائيليون اليوم، الجمعة، إلى أن المسؤولين الأميركيين الذين زاروا إسرائيل هذا الأسبوع، حذروا من خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأن زيارتهم جاءت كي ترسم حدودا لإسرائيل كي لا تتجاوزها.

ووصف المحلل لعسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، العلاقات الأميركية – الإسرائيلية بموجب الصورة التي تعالت من زيارات المسؤولين الأميركيين – نائب الرئيس دي جي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، والمبعوثان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنير – ولقاءاتهم مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ومسؤولين أمنيين، أنها كانت "عناقا وابتسامات وعلاقات قريبة جدا تجاه الخارج. لكن تجاه الداخل كانت احتواء قويا غايته التأكد من أن الأمور قيد السيطرة".

وأضاف أن الرسائل التي نقلها المسؤولون الأميركيون لإسرائيل، وخلال المحادثات مع المسؤولين في الجيش الإسرائيلي، كانت "قاطعة وقيلت في جميع اللقاءات، وحذرت من خرق اتفاق وقف إطلاق النار".

وأشار ليمور إلى أن "نتنياهو، بفهلوية سياسية – إعلامية مثيرة للإعجاب، نجح في أن يسوّق للجمهور الإسرائيلي أنه والإدارة في واشنطن متفقان بالكامل، لكن الحقيقة مختلفة جوهريا. فقد وضع ترامب فرامل لإسرائيل ثلاث مرات في الأشهر الأخيرة"، في اليوم الأخير للعدوان على إيران عندما أمر بمنع هجوم إسرائيلي فيما كانت الطائرات قريبة من طهران؛ وعندما أرغم إسرائيل على التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؛ والمرة الثالثة "عندما منع إسرائيل من الرد بشكل واسع على مقتل الجنديين الإسرائيليين في منطقة رفح"، يوم الأحد الماضي.

وأضاف أن "فرامل رابعة وضعها ترامب حول الجهود في الكنيست لدفع فرض السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية. فقد قال ترامب أن هذا لن يحدث، وقال روبيو إن (مخطط الضم) ’يشكل خطرا على وقف إطلاق النار’".

واعتبر ليمور أن ترامب لا يروج لهذه الفرامل "بسبب محبته الشديدة لإسرائيل، وعلى ما يبدو لنتنياهو أيضا. وهو يعلم أيضا أنه سيستغل كارهون لإسرائيل الاحتكاكات بينه وبين نتنياهو، ولا يريد منحهم ذخيرة. وفي الوقت نفسه، لا يريد ترامب أن يضلله نتنياهو. وهو يعتزم تنفيذ الاتفاق في غزة، الذي يضمنه شخصيا، والمسؤولون الأميركيون يأتون إلى هنا كي يتيقنوا أن هذا يحدث".

وشدد على أن "هذا يضع إسرائيل في وضع إشكالي. فمن جهة، حصلت على المخطوفين الأحياء ومعظم المخطوفين الأموات. من الجهة الأخرى، لا تزال تواجه واقعا غير ممكن في غزة، تسيطر فيه حماس وتعزز قوتها، ويضخ إلى القطاع ليس المال فقط وإنما جهات أجنبية وعلى رأسها تركيا وقطر".

وأضاف أنه "بالرغم من أن نتنياهو قال، هذا الأسبوع، أن هذا ’خط أحمر’ بالنسبة لإسرائيل، لكن ثمة شكا إذا كان لدى إسرائيل حيز مناورة كبير. وحقيقة أنها امتنعت عن إقرار مصيرها بنفسها - وتعمدت طوال سنتين ألا تبني ’اليوم التالي’ لأنها حلمت بطرد (الغزيين) وبمكاسب عقارية – فقد بقيت مع خيار بين بدائل جميعها سيئ ومع قدرة عمل محدودة جدا".

وأشار ليمور إلى أن "إسرائيل كانت معنية بأن تغيب حماس كليا عن غزة. حماس معنية بأن تطبق في القطاع نموذج حزب الله، بأن يحكم آخرون لكن هي التي تقرر من خلف الكواليس. وسيحاول الأميركيون دفع نموذج آخر، هو حكم قيادي محايد، إذا أمكن. وفي المرحلة الراهنة ليس لديهم إجابة جيدة حول ماذا سيُنفذ بخصوص الأنفاق والسلاح والمسلحين. ولا تسارع أي دولة إلى إرسال قوات إلى القطاع، وإسرائيل تعارض أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، والذي بقي هو حماس".

ولفت ليمور إلى أن "إسرائيل تطلعت حتى قبل فترة قصيرة إلى الانفصال عن حبل الصرة الأميركي. وفي هذه الأثناء حدث العكس: المراقبون من واشنطن يشاركون في اجتماعات الحكومة والكابينيت السياسي – الأمني، ويلتقون مع قيادة الجيش الإسرائيلي كي يصادقوا على أي خطوة".

ووفقا للمحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، فإن "الإدارات الأميركية الديمقراطية درجت على تقديم مواعظ أخلاقية للحكومات الإسرائيلية، فقد أرادت تربية حكوماتنا. إدارة ترامب تمتنع عن المواعظ، وحلم الحكومة الإسرائيلية لا يهمها. ولا قيمها أيضا. ومسؤولوها يأتون إلى هنا من أجل وضع حدود لنا".

وأضاف برنياع أن "إسرائيل متعلقة بأميركا، عسكريا وسياسيا، منذ سنوات الستين. وتعلقنا بإدارة ترامب مختلف كليا. فبعد أن فقدنا أصدقاءنا الآخرين، في أوروبا وأميركا، إدارة ترامب هي الصديق الوحيد الذي بإمكاننا الاعتماد عليه. ونتنياهو يدرك هذا. ولذلك يشدد في جميع خطاباته على أنه ليس بيننا ولو صدع حتى. وإذا لا يوجد صدع، لا يوجد حيز عمل. ترامب هو أصفادنا الإلكترونية".

وتابع أن "لتعلق إسرائيل بإدارة ترامب توجد تبعات سياسية. بن غفير وسموتريتش يتجاهلان ذلك. وهذا عام انتخابات، ولن يهدرا فرصا تصورهما أنهما اليمين الحقيقي وتصور نتنياهو كدمية مربوطة بخيوط ترامب".