نشر بتاريخ: 2025/12/09 ( آخر تحديث: 2025/12/09 الساعة: 15:17 )

القنبلة المصرية “حافظ” تتحدى الذخائر الإسرائيلية وتثير جدلًا عسكريًا

نشر بتاريخ: 2025/12/09 (آخر تحديث: 2025/12/09 الساعة: 15:17)

الكوفية القاهرة – أثار إعلان مصر عن امتلاكها وتصديرها لأول مرة لقنابل خارقة للتحصينات من عائلة “حافظ” موجة واسعة من الجدل في الأوساط العسكرية والتحليلية، ولا سيما عند مقارنتها بالقنابل الإسرائيلية الموجَّهة من طراز “سبايس” (SPICE)، في ظل سباق متصاعد نحو تطوير الذخائر الذكية وأنظمة التوجيه الدقيقة في الشرق الأوسط.

جاء هذا الاهتمام عقب تأكيد الهيئة العربية للتصنيع دخول منظومة “حافظ” للخدمة ضمن ترسانة القوات الجوية المصرية، وبدء تصديرها إلى دول صديقة، في خطوة يُنظر إليها كتحوّل استراتيجي في توجهات القاهرة الدفاعية نحو تعزيز التصنيع المحلي.

وتطرح هذه التطورات سؤالاً محوريًا في ميزان القوى الإقليمي: هل تحافظ التكنولوجيا الإسرائيلية المتقدمة على موقعها القيادي، أم ستنجح الرؤية المصرية الجديدة في إرساء معادلة مختلفة تعتمد على التصنيع السيادي وتخفيض الاعتماد على الإمداد الخارجي؟

تفوق تقني مقابل استقلالية استراتيجية

تعتمد القنابل الإسرائيلية “سبايس” على نظام توجيه بصري متقدم مدعوم بخوارزميات ذكاء اصطناعي تسمح بالتعرّف على الهدف بدقة عالية حتى دون الاستعانة بنظام تحديد المواقع (GPS). وتصل نسخ المدى الموسّع إلى مدى يتراوح بين 100 و150 كيلومترًا مع معدل خطأ شبه معدوم، إضافة إلى تكامل سلس مع مقاتلات الجيل الخامس مثل F-35، ما يجعلها من أبرز الذخائر الذكية على الساحة الدولية.

في المقابل، تُعدّ القنبلة المصرية “حافظ” نموذجًا محليًا لقنابل انزلاقية موجَّهة منخفضة التكلفة التشغيلية، وتستند في فلسفتها إلى مفهوم مشابه لمنظومة JDAM-ER الأمريكية، بمدى عملياتي يتراوح بين 70 و120 كيلومترًا حسب الطراز.

وتنبع أهميتها من كونها محلية التصنيع بنسبة كاملة تقريبًا، الأمر الذي يمنح مصر استقلالية في الإنتاج والصيانة ويقلل الاعتماد على الموردين الأجانب، وهو عامل جوهري في ظل التوترات الجيوسياسية وقيود التصدير العالمية.

ميزان التفوق

من الناحية التقنية: تتفوق “سبايس” في دقة التوجيه، الجودة التصنيعية، والقدرة على الاندماج مع الأنظمة الجوية المتطورة.

من الناحية الاستراتيجية والسيادية: تمنح “حافظ” ميزة الكلفة المنخفضة، الإنتاج المحلي، وفرص التصدير المتزايدة، ما يعزز مكانة مصر كلاعب صاعد في سوق السلاح الإقليمي.

وتجسد “سبايس” ذروة الابتكار العسكري الإسرائيلي، في حين تمثل “حافظ” نقلة نوعية في مسار الصناعة الدفاعية المصرية الساعية للتحول من دولة مستوردة للسلاح إلى دولة مُنتِجة ومصدّرة له.

التصنيع أم التفوق التقني؟

يفتح هذا المشهد الباب أمام تساؤل أعمق حول مفهوم القوة العسكرية الحديثة:

هل يُقاس التفوق فقط بامتلاك التكنولوجيا الأحدث؟ أم بالقدرة على إنتاج هذه التكنولوجيا محليًا وتطويرها دون الارتباط بإرادة خارجية؟

الإجابة تبدو أقرب إلى معادلة تجمع بين الابتكار والتصنيع السيادي، باعتبارهما ركيزتين لصناعة قوة مستدامة في بيئة دولية تزداد تعقيدًا.

توسع عائلة “حافظ”

تشمل السلسلة المصرية ثلاثة طرازات رئيسية — “حافظ 1” و“حافظ 2” و“حافظ 3” — بأوزان تتراوح بين 500 و2000 رطل، صُممت لاختراق التحصينات والملاجئ شديدة الصلابة.

كما كشف معرض الصناعات الدفاعية “إيدكس 2025” في القاهرة عن تقدم ملحوظ في تطوير الجيل الجديد “حافظ 4” و“حافظ 5”، وهما قنابل حرارية وفراغية متطورة، ما يعكس توسعًا نوعيًا في قدرات الصناعة العسكرية المصرية.

واختُتمت فعاليات “إيدكس 2025” بمشاركة وفود من نحو 100 دولة، ليشكل منصة دولية أكدت التطور المتسارع في الصناعات الدفاعية المصرية، ودور القاهرة المتنامي في سوق السلاح العالمي.