نشر بتاريخ: 2025/11/03 ( آخر تحديث: 2025/11/03 الساعة: 20:03 )
بهاء رحال

خفّت الحرب واستمرت المعاناة

نشر بتاريخ: 2025/11/03 (آخر تحديث: 2025/11/03 الساعة: 20:03)

الكوفية لا أجوبة واضحة حتى الآن، وكل الوعود مؤجلة على طاولة التفاوض. مضت ثلاثة أسابيع على خطة ترامب لوقف حرب الإبادة، ولم تتوقف الحرب والمعاناة، بل هدأت وصار عدد القتلى أقلَّ مما كان، وخفَّ التجويع، ولم تتوقف عمليات القصف، وإن صارت حدتها أقلّ.

ندخل الأسبوع الرابع من يوم توقيع الاتفاق، ولم ترشَح بعدُ بوادرُ اليوم التالي لانتهاء مرحلة تسليم جثامين الأسرى، وحتى اليوم لم تتضح آليات الإعمار والبناء، ولا الجهة التي ستدخل القطاع لفرض الأمن وفتح الحدود، وما إلى ذلك من خطواتٍ تمنح الأمل بعودة الحياة إلى غزة الفاقدة كلَّ أشكال الحياة.

عذابات الناس مستمرة حتى اليوم، فالناس في مراكز الإيواء والخيام بلا طعامٍ منتظم، ولا مستشفياتٍ تقدم الرعاية الصحية الكاملة، بل في أدنى الحدود إن وُجدت، وكثير من المستشفيات والمراكز الصحية لا تزال خارجة عن الخدمة، ولا مدارسَ في القطاع ولا جامعاتٍ، ولا أمن يحفظ كرامة الناس ويحافظ على حياتهم، ولا ممتلكاتٍ سَلِمت من الخراب.

تراخٍ مقصود أو متعمَّد وتلكؤٌ غير مفهوم، ونحن على أبواب الشتاء والناس في خيامٍ مهترئة وسط ظروفِ حياةٍ صعبة، وبدلًا من الإسراع في خطوات تقديم المساعدات العاجلة والضرورية، والبدء بمراحل ما بعد تبادل الأسرى، تتواصل عمليات التباطؤ في سياساتٍ عقيمةٍ مترددةٍ وغير مفهومة، ومتعمدة من طرف حكومة الاحتلال.

إن العصيَّ التي تضعها حكومة نتنياهو في دواليب تنفيذ الاتفاق باتت معروفةً للإدارة الأمريكية، ويعرفها الرئيس ترامب، وهو يعلم ما الذي تفعله حكومة الاحتلال، بيد أن موفدي الإدارة الأمريكية الذين جاؤوا إلى المنطقة لم يتخذوا إجراءاتٍ على الأرض، واكتفوا ببعض التصريحات التي لا توفر التقدُّم نحو تطبيقٍ كاملٍ، سريعٍ وعاجلٍ للاتفاق.

إن غزة تنتظر بدء المرحلة الثانية من تنفيذ الاتفاق، تنتظر العودة تدريجيًا إلى الحياة، وألّا يبقى الحال رهنًا للمماطلة، ورهنًا لمحاولات العودة إلى الحرب، كما تنتظر بَعث الأمل من جديد في نفوس من بقوا على قيد النجاة بعد ما عاشوه خلال عامين ويومين من حرب الإبادة التي قلبت حياتهم رأسًا على عقب.