نشر بتاريخ: 2025/10/22 ( آخر تحديث: 2025/10/22 الساعة: 13:16 )
عمار البشيتي

غزة بين ضغوط واشنطن وتردد تل أبيب.. المرحلة الثانية في مهبّ الاختبار

نشر بتاريخ: 2025/10/22 (آخر تحديث: 2025/10/22 الساعة: 13:16)

الكوفية   – غزة - ريم البشيتي

تتزايد الضغوط الأميركية على الأطراف المعنية بملف غزة لدفعها نحو تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق، وسط تردد إسرائيلي وتحفّظ ميداني، وتخوف من أن يؤدي أي تأخير إلى انهيار الهدنة الهشة.

وترى مصادر مطّلعة أن واشنطن تسعى إلى تحقيق تقدم ملموس قبل استحقاقاتها الانتخابية، فيما تحاول تل أبيب موازنة الضغوط الخارجية مع حساباتها السياسية الداخلية.

تقدم نسبي وتحديات أعقد

تشير تقديرات ميدانية إلى أن تنفيذ الاتفاق يسير بوتيرة بطيئة لكنها «أفضل من المتوقع»، رغم الخروقات المستمرة التي تعقّد مسار التهدئة.

وبحسب المصادر، فإن المرحلة الأولى من الاتفاق، والمتعلقة بإطلاق الأسرى والمختطفين، نُفذت بنسبة كبيرة، بينما تبقى المرحلة الثانية أكثر تعقيدًا وتشمل:

تشكيل إدارة مؤقتة لإدارة شؤون غزة.

إنشاء قوة عربية ودولية داعمة.

تأسيس مجلس مراقبة لتطبيق بنود الاتفاق.

وتؤكد المصادر أن وجود وسطاء أميركيين ودوليين في المنطقة يعكس إصرار واشنطن على ضمان التنفيذ وعدم السماح بالتراجع.

تردد إسرائيلي وضغط أميركي متصاعد

يرى محللون أن إسرائيل تتجنب الانتقال إلى المرحلة الثانية لأنها تعني عمليًا تقليص حرية تحرك جيشها داخل غزة، ودخول أطراف عربية ودولية إلى الميدان، وهو ما يحدّ من نفوذها العسكري والسياسي.

في المقابل، تضغط واشنطن على تل أبيب للمضي في التنفيذ، مع الإشارة إلى وجود مركز متابعة أميركي مؤقت داخل إسرائيل لمراقبة سير الاتفاق دون مشاركة ميدانية مباشرة.

ملف الجثامين.. عقدة إنسانية قبل أن تكون سياسية

تؤكد مصادر إنسانية أن ملف الجثامين يمثل إحدى أكثر العقبات حساسية، إذ سلّمت الأطراف المعنية جميع المختطفين الأحياء، لكن الجثامين لا تزال عالقة بسبب الدمار الهائل شمال غزة ومنع دخول المعدات اللازمة للبحث تحت الأنقاض.

ويعتبر مراقبون أن التعاطي غير المتوازن مع الملف الإنساني يعمّق الاحتقان ويؤخر مسار التنفيذ.

الولايات المتحدة.. المحرك الرئيسي للمشهد

يرى خبراء أن استمرار الاتفاق مرتبط بقوة الدفع الأميركية، حيث تلعب واشنطن دور الوسيط والضامن في آنٍ واحد.

ويشير محللون إلى أن الإدارة الأميركية تسعى لتحقيق إنجاز سريع يثبّت الهدنة ويمنحها ورقة سياسية قوية قبيل الانتخابات، في حين أن التعجل في التنفيذ قد يؤدي إلى إرباك المشهد وزيادة التوتر الميداني.

المرحلة الثانية.. مفصل الاتفاق ومؤشر المستقبل

تتفق آراء الخبراء على أن المرحلة الثانية تشكل جوهر الاتفاق، لأنها تجمع بين تثبيت وقف إطلاق النار وتنظيم الإدارة ونزع السلاح.

ويحذر مراقبون من أن أي استعجال في إدخال قوة عربية أو تركية إلى غزة دون توافق شامل قد يثير تحفظات إسرائيلية ويهدد استقرار التفاهمات.

حماس في عزلة نسبية وواشنطن في موقع القيادة

تشير مصادر دبلوماسية إلى أن الدعم العربي لـ«حماس» تراجع بشكل ملحوظ، بينما تواصل الولايات المتحدة أداء دور مزدوج: تضغط على إسرائيل لضمان استمرار التهدئة، وتحافظ في الوقت ذاته على التزاماتها الأمنية معها.

وتؤكد التقديرات أن واشنطن تسابق الزمن للانتقال لاحقًا إلى ملفات إقليمية أخرى مثل التوسّع في اتفاقيات التطبيع والملف الإيراني.

غياب الأفق السياسي

يرى محللون أن غياب رؤية سياسية واضحة يشكّل نقطة الضعف الأبرز في الاتفاق، إذ لم تُطرح بعد تسوية شاملة تضمن حلًّا نهائيًا للنزاع.

ويُتوقع أن تمتد عملية إعادة إعمار غزة لسنوات طويلة، بينما تظل ترتيبات الحكم والإصلاح داخل المؤسسات الفلسطينية رهنًا بتفاهمات لم تنضج بعد.